أسعد الله أوقاتكم بكل خير ، لطفاً عند أخذ أي معلومة أو الإستفادة بأي طريقة كانت من موقع لعبتنا ، يرجى التكرم بذكر المصدر وذلك تقديراً منكم لجهودنا ودعماً معنوياً لنا ..

رحيل طاهر التميمي.. صوت الرياضة العمانية الصادق يرحل في صمت

في صباح يوم الأحد الماضي، فقدت الساحة الرياضية والإعلامية العمانية أحد أبنائها الأوفياء، بوفاة طاهر التميمي، صاحب حساب “برازيل بوشر” الشهير، بعد معاناة طويلة مع المرض. وبرحيله، طُويت صفحة من صفحات العطاء والإخلاص في نقل وتوثيق أخبار الرياضة العمانية، لا سيما تلك التي لا تجد لها مساحة في الإعلام الرسمي.

كان طاهر التمتمي أكثر من مجرد مغرد أو هاوٍ يشارك أخبار ناديه أو منطقته؛ بل كان ذا رؤية ورسالة. سخّر حسابه “برازيل بوشر” ليكون منبرًا يتنفس من خلاله عشاق الرياضة في السلطنة، وخاصة المهتمين بالرياضة المحلية في أحيائها وأنديتها الشعبية. كان عينًا ترى ما لا يراه الآخرون، وصوتًا يتحدث عندما يصمت الجميع.

عرفه متابعوه بالتفاني، والمصداقية، والحرص على نقل المعلومة الصحيحة في وقتها، دون أن يسعى وراء أضواء الشهرة أو الامتيازات. كانت تغريداته اليومية توثق المباريات، نتائج الفرق، تحركات اللاعبين، وحتى الفعاليات المجتمعية ذات الطابع الرياضي، وكان بذلك أشبه بـ”أرشيف حي” للرياضة العمانية الشعبية.

ومع ذلك، فقد رحل طاهر في صمتٍ مؤلم، لم يواكبه من التقدير ما يليق بتاريخه ومحبته وإخلاصه. لم نرَ من بعض الجهات، أو حتى الأندية التي طالما خدمها بإخلاص، تغريدة تعزية أو وقفة تقدير. وكأن العطاء بصمت لا يستحق الرد إلا بالصمت! وهذا أمر يجب أن يدفعنا لإعادة النظر في كيفية تعاملنا مع من يُكرّسون وقتهم وجهدهم لخدمة الوطن، كلٌ في مجاله.

التميمي لم يكن يطلب شيئًا، لكنه كان يستحق كل شيء: التقدير، الدعاء، والوفاء. واليوم، بعد أن توقف قلمه، نكتب عنه لا لنرثيه فقط، بل لنتعلّم منه أن المحبة الحقيقية لا تحتاج إلى أضواء، وأن العطاء لا يُقاس بعدد المتابعين، بل بصدق النية ووضوح الرسالة.

رحم الله طاهر التميمي، وأسكنه فسيح جناته. وجعل ما قدمه من حب وعطاء للرياضة وأهلها في ميزان حسناته.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى