الأحمر يواجه طموحات استراليا وسط غيابات بالجملة

الساعة الثامنة مساء اليوم.. ساحة مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر.. مواجهة صعبة للغاية يخوضها منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم أمام المنتخب الأسترالي ضمن منافسات تصفيات المرحلة النهائية المؤهلة لمونديال قطر 2022.. مباراة لها من الأهمية الكثير بعيدا عن مبدأ التأهل المباشر للتواجد بين كبار العالم في المونديال أو المنافسة على الملحق (الصعب).. فهي بمثابة التأكيد على قدرة منتخبنا على مقارعة كبار القارة وسط كل الظروف..

إضافة إلى تأكيد أن ما قدمه الأحمر في المباريات السابقة لم يأت بمحض الصدفة.. بل كان نتاج عمل قاده الكرواتي برانكو بثبات وسط ظروف عصيبة للغاية لم تكن متوقعة وفي أوقات متفاوتة ومتقاربة دون أدنى شك.. الأحمر اليوم في مواجهة أستراليا الطامح لمواصلة مشواره نحو التواجد بين كبار العالم كعادته خاصة وأنه استعاد الكثير من كبريائه تدريجيا حاله كحال المنتخب الياباني.. وهذا هو حال المنتخبات الكبيرة التي لا تفوت فرصة التواجد في المنافسات الكبيرة مهما كان الثمن.. فالمونديال هو أكبر المنافسات العالمية على الإطلاق وبالتالي العمل على نجاح الأهداف كلف هذه المنتخبات الكثير وبات عليها ترجمتها على أرض الواقع..

ثلاث نقاط ثمينة لكلا الطرفين لتحقيق مساعيهما قبل فوات الأوان.. فالضيف متمرس وله باع طويل ومنتخبنا شاب وطموحه مختلف في الوقت الحالي بعد ضياع فرصة التأهل.. فكيف ستسير مجريات المواجهة المنتظرة..؟

ظروف عصيبة
من البديهي جدا أن لا نتجاهل الظروف المحيطة بمنتخبنا الوطني قبل هذه المواجهة، لأن ذلك سيكون إجحافا في شأن ما يقدمه اللاعبون على أرضية الميدان، فالمنتخب يفتقد لأكثر من نصف تشكيلته الأساسية لأسباب عديدة أبرزها “كوفيد 19” الذي أصبح يهدد مسيرة الأحمر (الجيدة) حتى الآن رغم ابتعاده عن المنافسة، إلا أن ما أفرزته المنافسات من تألق أسهم في أن يتواجد أكثر من ثلثي قائمة الأحمر في رحلة احتراف خارجية ستسهم بشكل أو بآخر في تطور مستوى اللاعب أولا، وفي تطور مستوى المنتخب ثانيا، وفتح باب جديد لرحلة اللاعبين العمانيين للاحتراف الخارجي بإذن الله تعالى. منتخبنا يحتل المركز الرابع في المجموعة برصيد (7) نقاط جمعها من فوزين على اليابان وفيتنام وتعادل مع الصين وخسارتين من السعودية وأخرى من اليابان ورابعة من أستراليا في الدوحة، وبالتالي فإن حظوظه أصبحت ضئيلة جدا في التأهل أو المنافسة على الملحق كذلك، حيث إن المنتخبات التي تسبقه هي السعودية (19) نقطة واليابان (15) نقطة وأستراليا (14) نقطة، ولم يتبق له سوى البحث عن أفضل مركز يخدمه في التصنيف الدولي ومنح برانكو للمجموعة الجديدة من اللاعبين الذين تم استدعاؤهم فرصة أكبر للظهور والتألق وهو أمر سيدعو للراحة أكثر لدى الجهاز الفني الذي سيتاح له الكثير من الخيارات في المنافسات القادمة، كذلك معرفته بالمستوى الفني الفعلي لكل لاعب أمام منتخبات قوية سيبني عليها الكثير من القناعات مستقبلا إن شاء الله تعالى.

تدريب أخير
كثف منتخبنا استعداداته لمواجهة اليوم من خلال عدد من الحصص التدريبية التي خاضها الأحمر فور عودته من المملكة العربية السعودية، قادها برانكو من ساحة ملعب شؤون البلاط السلطاني والتي شهدت إبعاد المصابين بفيروس كورونا واستدعاء آخرين، في حين لم يسلم اللاعبون الذين تم استدعاؤهم من الإصابة بالفيروس والتي كشفت عن إصابة عبدالسلام عامر، كما انضم جميل اليحمدي لقائمة المصابين كذلك بعد الكشف الذي أجري على البعثة القادمة من السعودية، وشهدت تلك التدريبات العديد من الجوانب الفنية التي جهزها برانكو لمواجهة اليوم، أوجدت له ارتياحا كبيرا رغم الغيابات الكثيرة في القائمة الأساسية للأحمر. فيما أنهى منتخبنا آخر اللمسات الفنية لمباراة اليوم عبر التدريب الأخير الذي خاضه في الخامسة والنصف مساء أمس على ساحة مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر (ملعب المباراة) والتي تركزت على تطبيق أسلوب اللعب الذي سيدخل به المباراة وإغلاق المنافذ أمام مفاتيح اللعب الاسترالية المؤثرة، والكشف عن الجوانب السلبية للفريق الضيف وكيفية الاستفادة منها بشكل كبير لحسم المباراة المثيرة بالطريقة المثالية للأحمر العماني.

أحمر وأصفر
منتخبنا سيظهر باللون المعتاد وهو الأحمر الكامل باستثناء حراس المرمى الذين سيرتدون اللون الأسود الكامل، أما لاعبو المنتخب الأسترالي فسيرتدون اللون الأصفر ما عدا حراس المرمى الذين سيلعبون باللون الرمادي.

رحلتنا مع أستراليا
منذ انضمام أستراليا لأسرة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في عام 2005 يبقى الأحمر العماني واحدا من أكثر المنتخبات التي لعب معها بشكل رسمي بواقع 9 مواجهات منها مرتان في بطولات أمم آسيا ومثلها بتصفيات أمم آسيا 2011 و5 بتصفيات المونديال، واحدة في ذهاب هذه المرحلة و4 مباريات بتصفيات مونديال 2014 مقسمة على المرحلة التمهيدية والنهائية مقابل مواجهة ودية أقيمت نهاية عام 2018. يبقى التفوق الأسترالي حاضرا بواقع 5 انتصارات مقابل فوز وحيد للأحمر كان في إياب تصفيات مونديال 2014 بهدف خالد من قبل المهاجم عماد الحوسني، بينما حضر التعادل 3 مرات.
وستكون مواجهة اليوم هي الزيارة الرابعة لأستراليا لمسقط وتحديدا مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، الزيارة الأولى كانت بتصفيات أمم آسيا 2011 في نوفمبر من عام 2009 وخسر الأحمر 2-1 بعد أن تقدم خليفة عايل من ركلة جزاء لترد أسترليا بهدفي لوك ويلشير وبريت إيمرتون، وفي الزيارة الثانية فاز الأحمر في نوفمبر 2011 بهدف عماد الحوسني، وفي يونيو 2012 انتهت المواجهة بالتعادل السلبي في الجولة الثانية من المرحلة النهائية المؤهلة لنهائيات مونديال 2014.

خسارة
بالطبع، فإن منتخبنا الوطني اعتاد على تواجد جماهيره الوفية خلفه في كل مباراة سواء داخل السلطنة أو خارجها إلا في حالة تعذر السفر البعيد، وما دعم الأوفياء لمسيرة الأحمر في المناسبات الماضية ومساهمتهم في تحقيق النتائج الإيجابية إلا دليل قاطع على مدى تأثيرهم على عطاء اللاعبين داخل أرضية الميدان، إلا أن مواجهة اليوم الصعبة ستكون بدون حضور جماهيري جراء القرار الذي صدر عن اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع كورونا (كوفيد19) بتاريخ 21 يناير الماضي، والذي قضى بعدم تواجد الجماهير في الأنشطة ذات الطابع الجماهيري وإلزام المشاركين فيها بجميع الضوابط الموضوعة كإثبات تلقي التطعيم وغيره من الضوابط، ما يعد خسارة كبيرة للأحمر بغياب أحد أقوى العناصر المؤثرة في دعمه لتحقيق الأفضل.

قال قلب دفاع منتخبنا أحمد الخميسي: نسأل الله الشفاء العاجل لإخواني اللاعبين والمصابين من الجهازين الإداري والطبي لمنتخبنا، ومباراة اليوم ستكون قوية جدا وهي مباراة مصيرية بالنسبة لنا ولا تقبل القسمة على اثنين (نكون أو لا نكون)، سندخل المباراة بهدف تحقيق النقاط الثلاث، وما زال الأمل موجودا وسنقاتل في أرضية الملعب، بكل تأكيد سنفتقد الجمهور العماني الوفي ولكن هذه القرارات هي لصالح الجميع ولأجل الحفاظ على صحة وسلامة الجميع، ونحن سنقدم كل شيء من أجل اسعاد الجماهير التي تنتظر منا الكثير. وأضاف الخميسي: الروح موجودة لدى اللاعبين جميعا وفي كل مباراة ندخلها نبذل قصارى جهدنا من أجل الفوز، وبإذن الله سنقاتل اليوم ونقدم افضل ما لدينا من أجل كسب المباراة والنقاط الثلاث.

 

 

نقلا عن الوطن الرياضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى