السيب والنصر يواجهان حسابات معقدة للمشاركة في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي
تقترب مواعيد مشاركة السيب والنصر في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي يمثل اختبارا جديا للكرة العمانية وقدرة أنديتها في تحسين صورتها في البطولة القارية.
وجاء قرار إلغاء الموسم الكروي ليمثل ضربة قوية لفرص استعدادات الفريقين للمشاركة القارية بفقدان اللعب في الدوري وكسب المزيد من الصقل والاحتكاك والوصول إلى التجانس الفني المطلوب.
العقبة التي تواجه السيب والنصر تتعدى فقدان ميدان التنافس في الدوري إلى صعوبة العمل عبر التدريبات ومن ثم أداء تجارب ثنائية تساعد في تجهيز اللاعبين للتحدي الآسيوي في ظل قرار اللجنة العليا المكلفة بمتابعة تداعيات كورونا بتعليق النشاط الرياضي الرسمي والأهلي حتى إشعار آخر.
سارع مجلس إدارة اتحاد الكرة لبحث مستقبل مشاركة الثنائي في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي وتم التباحث حول ذلك مع الحرص على عدم الانسحاب وترقب ما سيحدث في مقبل الأيام من مستجدات ربما تمتد إلى دفع الاتحاد الآسيوي لتأجيل المنافسة في ظل تفشي الجائحة مرة أخرى في معظم دول القارة.
اتحاد الكرة يبدئ حرصه على استثمار مشاركة السيب والنصر للمرة الأولى في دوري المجموعات بعد أن حصلت الكرة العمانية في النسخة الحالية للبطولة على مقعدين بدلا عن مقعد ونصف المعقد في المشاركات السابقة.
ويسافر نادي السيب إلى الأردن للمشاركة ضمن مجموعة ضمت: تشرين السوري والفيصلي الأردني والكويت الكويتي أو الأمعري الفلسطيني.
ويلعب نادي النصر في البحرين ضمن المجموعة الأولى بجانب: الوحدة السوري والعهد اللبناني (حامل اللقب)، والحد البحريني.
وتشهد البطولتان مشاركة قياسية من ناحية عدد الأندية خلال نسختي عام 2021، حيث تمت إضافة مجموعتين إضافتين، واحدة للشرق وواحدة للغرب، وتم توسيع البطولة لتضم 40 ناديا بدلا من 32 الأمر الذي أتاح حصول الأندية العمانية على مقعدين اثنين.
في المقابل ارتفع عدد الأندية المشاركة في دور المجموعات لكأس الاتحاد الآسيوي من 36 إلى 39 ناديا، حيث تمت إضافة مجموعة جديدة في منطقة الوسط.
ويتوقع أن تشهد مجموعات غرب آسيا منافسة مثيرة بين الأندية العربية التي تتواجد في 3 مجموعات، حيث يتأهل الأول عن كل مجموعة إلى دور نصف النهائي، بالإضافة إلى أفضل ثان بين المجموعات الـ 3، وسيلعب هذا الدور من مرحلة واحدة فقط بنظام الدوري.
وحسب برمجة البطولة سينطلق دور المجموعات لأندية الغرب يوم 15 مايو المقبل، وقبل ذلك ستلعب مباريات التمهيدي بين الأمعري الفلسطيني مع الكويت الكويتي في 20 أبريل المقبل، لينضم الفائز لمجموعة نادي السيب.
وبعد التأهل إلى الدور نصف النهائي ستقام المواجهات بنظام الذهاب والإياب خلال يومي 13 و14 سبتمبر القادم، ومن ثم تقام المواجهة الثانية بعد أسبوعين.
وأقر الاتحاد الآسيوي نهائي المنطقة الغربية بنظام الذهاب والإياب، حيث ستكون المواجهة الأولى يوم 20 أكتوبر القادم، على أن تقام المواجهة الثانية يوم 3 نوفمبر 2021، ثم ستلعب المواجهة النهائية يوم 26 نوفمبر 2021.
تفرض البرمجة للثنائي الذي سيمثل السلطنة في البطولة القارية أن يكونا في كامل الجاهزية الفنية والبدنية التي تتناسب والطموحات في المشاركة والتمثيل المشرف للكرة العمانية قبل السفر إلى الأردن ولبنان وذلك قبل موعد المباريات بأسبوع على الأقل.
الوضع الراهن جعل ناديي السيب والنصر والأجهزة الفنية بحاجة لمعرفة فرصة العودة للتدريبات في المستقبل القريب وتنفيذ برنامج داخلي أو خارجي استعدادا للمشاركة الآسيوية والذهاب إلى دوري المجموعات في وضعية تساعد على تحقيق النتائج الإيجابية والحصول على بطاقة العبور للدور المقبل.
يدرك السيب والنصر أن المشاركة الآسيوية تتطلب تنفيذ برامج إعداد مثالية تجهز اللاعبين للظهور القوي وتحقيق النتائج الإيجابية المرجوة.
وهناك دوافع كبيرة تفرض على السيب والنصر تقديم مستويات فنية مشرفة في مقدمتها الإخفاق المتواصل للفرق العمانية التي شاركت في البطولات الماضية والتي لم تنجح في تخطي عتبة الأدوار الأولى وتغادر ميدان المنافسة مبكرا وهو ما أثر سلبا على تصنيف الأندية وعدم حصولها على فرصة الانتقال للمشاركة في دوري أبطال آسيا.
واستمر الإخفاق الآسيوي حتى النسخة الماضية وهو ما يجعل المشاركة هذه المرة عامرة بالتحدي والطموحات والرغبة في أن يتعدل الوضع وتتحسن الصورة ويكون بالأمان أفضل مما كان في السابق بعد اكتساب الأندية لخبرة المشاركة في الميدان.
يبرز حصاد الأندية العمانية التي ظلت تمثل الكرة بالسلطنة في البطولة القارية أن ثمة مشاكل فنية تعترض المسيرة وتحول دون تحقيق النجاحات وهو ما يجب أن يكون نصب أعين المسؤولين في الناديين ظفار والسويق للاستفادة من الدروس والتجارب السابقة والعمل بجدية لفرض الوجود وإثبات الذات في هذه المرة عبر تخطي الأدوار الأولية والمنافسة على لقب البطولة.
إمكانية ظهور مغاير ومختلف للسيب والنصر في البطولة الآسيوية يشهد اليوم تعقيدات وتحديات كبيرة نتيجة الظروف التي أدت إلى إلغاء الدوري وتعليق النشاط الرياضي وهو ما يحول دون العودة لميدان التدريب في الوقت الراهن.
يتعامل نادي السيب مع مشاركته في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي بمعنويات كبيرة وثقة عالية بوصفه بطل الدوري وكونه يعيش حالة فنية متصاعدة يدل عليها التطور الفني والاستقرار الإداري ووجود نخبة من اللاعبين أصحاب القدرات والخبرات والذين يمثلون نسبة كبيرة من نجوم المنتخب الوطني الأول.
وضمن الاستعداد للمشاركة الآسيوية تعاقدت إدارة السيب مع المدرب الكرواتي رادان الذي سبق أن قاد فريق النصر العماني في الدوري وفي البطولة الآسيوية أيضا وهو ما يجعله يملك الخبرات المطلوبة للمشوار القاري.
ترفع إدارة نادي السيب شعار المشاركة الفعّالة والإيجابية التي تستطيع تغيير تاريخ مشاركات الأندية العمانية في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي وعدم نجاحها في تخطي عتبة الدور الأول والخروج مبكرا.
الفرصة تبدو كبيرة أمام السيب الذي نجح أيضا في تعزيز صفوفه بمهاجم المنتخب الوطني محسن الغساني بعد نهاية تجربته الاحترافية في إيران ويعد اللاعب مكسبا كبيرا للفريق في المشاركة القارية المرتقبة.
وحول المستجدات التي حدثت مؤخرا بإلغاء الدوري وفقدان السيب لفرصة الإعداد المثالي الذي كان يسعى له وتأثير ذلك على مستقبل المشاركة الآسيوية، قال يوسف الوهيبي نائب رئيس السيب في تصريحات إذاعية: إن فريقه تضرر من إلغاء الدوري العماني للموسم الرياضي الحالي ولكنهم يحترمون كل القرارات التي صدرت سواء من اللجنة العليا أو اتحاد الكرة.
وأوضح الوهيبي أن ضرر فريقه كبير للغاية قياسا بالصفقات التي أبرمها في الموسم الحالي مع لاعبين دوليين وهو ما كلف خزينة النادي الكثير من الأموال وكانت الأهداف كبيرة على المستوى المحلي والآسيوي.
وقال الوهيبي: نادي السيب مع التوجه الحكومي وقرار التعليق أو الإلغاء يجب احترامه لكونه يحقق مصلحة عامة.
وتحدث عن مشاركة السيب في البطولة الآسيوية موضحا أنهم كانوا يأملون استضافة مجموعتهم وأعدوا الملف المطلوب، إلا أن الجهات الرسمية لم توافق وبالتالي تم صرف النظر عن المسعى.
ويرى نائب نادي السيب أن تعليق النشاط الرياضي وإلغاء الموسم وضعهم أمام موقف صعب بشأن هذه المشاركة وتم وضع خطة قدمت للاتحاد والذي بدوره سيعرضها على الجهات الرسمية وفي حال لم يسمح للفريق بالتدريب في الفترة المقبلة سيكون من الصعب عليهم المشاركة في البطولة الآسيوية.
أكد رئيس نادي النصر الشيخ عامر الشنفري أنهم يتفهمون الأسباب التي أدت إلى تعليق النشاط الرياضي ويحترمون قرار اللجنة العليا وكذلك يتفهمون الظروف التي دفعت مجلس إدارة اتحاد الكرة لاتخاذ قرار إلغاء الموسم الكروي بما تبقى فيه من مباريات كانت تمثل بالنسبة لنا أهمية كبيرة وتدخل ضمن برنامج الجهاز الفني للاستعداد للمشاركة في البطولة الآسيوية.
وأشار إلى أن الصورة غير واضحة الآن وعليهم الانتظار لمعرفة ما سيحدث في الأيام المقبلة ومتى ما كانت الظروف مناسبة ومواتية فأن ناديهم سيكون حريصا على المشاركة بعد أن استمعت الإدارة لرؤية الجهاز الفني للفريق الذي حدد احتياجاته المتمثلة في تنفيذ برنامج إعداد يتناسب وحجم التحديات اللاعبين الكبيرة التي تنتظره في الميدان الآسيوي الذي سبق أن شارك فيه قبل موسمين في الدور التمهيدي.
وسعى فريق النصر لترميم صفوفه ببعض الخيارات الفنية التي من المؤمل أن تشكل الإضافة المطلوبة وتدعم مشاركته في البطولة الآسيوية على ضوء ما تشير المعلومات.
وكشف عن أن الانسحاب بالنسبة لهم من البطولة لن يكون واردا إلا إذا بات هو الخيار الوحيد ولا سبيل غيره ومشيرًا إلى أنهم يبحثون أيضًا إقامة معسكر خارجي في الدوحة أو دبي قبل الذهاب إلى البحرين للمشاركة في مباريات المجموعة الآسيوية وعليهم الآن الترقب وانتظار ما سيحدث في الأيام المقبلة.
وأضاف رئيس نادي النصر قائلا: سنقوم من جانبنا بتوفير كل ما يلزم للجهاز الفني واللاعبين حتى يكونوا في أتم الجاهزية الفنية والبدنية وفي حالة معنوية وذهنية تفجر قدراتهم وتساعدهم على تحقيق النتائج الإيجابية والذهاب بعيدا في البطولة الآسيوية.
وتمنى أن تتاح لهم فرص إعداد مناسبة في ظل وجود فترة زمنية تساعد في ذلك وهدفهم بكل تأكيد هو تمثل الكرة العمانية التمثيل المشرف من خلال المشاركة في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي ويشعرون بالمسؤولية الكبيرة التي تفرض أهمية أم يكون النادي جاهزا حتى يحقق النتائج الإيجابية ويتقدم في المنافسة.
نقلا عن عمان الرياضي