قبلت تحديات الكرة العمانية ولن أشكو من ضعف الدوري وطموحاتي كبيرة

أدت خطوة مجلس إدارة اتحاد كرة القدم بالتعاقد مع المدرب الكرواتي برانكو ايفانكوفتيش لحالة من التفاؤل واتساع دائرة التوقعات بأن ينجح المدرب صاحب الخبرات والتجارب الناجحة مع المنتخبات والأندية والمسيرة الحافلة بالنجاحات في قيادة المنتخب الوطني الأول لتحقيق الطموحات والقفز فوق جل العقبات والمطبات وكتابة تاريخ جديد في ميدان التنافس الإقليمي والقاري والدولي.
يعود التفاؤل وارتفاع سقف الطموحات في عهد المدرب الكرواتي الجديد لمسيرته الحافلة بالعطاء وتجويد العمل وتحقيق النتائج الإيجابية في تجاربه سواء مع الأندية أو المنتخبات لتتوفر له حصيلة طيبة من الدروس التي يمكنه أن تدعم مشواره مع الكرة العمانية وتساعده على الاستفادة مما هو متاح لصناعة فريق قوي يقارع كبار المنتخبات الآسيوية ويحدث قفزة في نتائج مشاركته بالبطولات المختلفة.
يملك برانكو فلسفة تدريبية صنعت له اسما كبيرا في القارة الآسيوية وجعلته من بين أفضل المدربين الذي يتميزون بالعمل الجاد والقدرة على تحسين صورة الأداء والارتقاء بالمستويات الفنية الفردية والجماعية.
تلك الفلسفة والسياسة التدريبية التي شكلت شخصية برانكو كشف عن تفاصيلها وسرد قصتها عبر حوار جميل أجرته معه قناة عمان الرياضية وتحدث خلاله عن طموحاته مع الكرة العمانية ورؤيته للعمل الذي ينتظره خلال مدة عقده التي تمتد لعامين.
ثلاثة محاور شكلت ملخص حديث برانكو لقناة عمان الرياضية أولها سيرته الذاتية وكيف كانت البداية والمحطات المهمة التي مر بها المدرب الكرواتي حتى بات علما واسما بارزا في عالم التدريب ومن ثم تجاربه مع المنتخبات والأندية والإنجازات التي حققها وفي المحور الثالث رؤيته بشأن قيادة المنتخب الوطني الذي تنتظره استحقاقات مهمة في الفترة المقبلة في التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة لنهائيات المونديال 2022 في قطر ونهائيات أمم آسيا 2023 في الصين. سار برانكو على ذات منوال حديثه في المرات التي ظهر فيها عبر المؤتمرات الصحفية التي عقدها منذ وصوله إلى مسقط وتحدث بلهجة مليئة بالتفاؤل والثقة والرغبة في تقديم نموذج عمل جديد وتحقيق نجاحات تسعد الجماهير.
تحدث برانكو عن قبوله لمهمة تدريب المنتخب الوطني الأول بعد توافق تم بينه ورئيس الاتحاد سالم بن سعيد الوهيبي حول رؤية العمل ومشاريع الحاضر والمستقبل ولذلك جاء هو يعرف ماذا ينتظره وما يجب عليه أن يفعله حتى تظهر بصمة عمله على أداء ونتائج الأحمر في مشاركاته المقبلة.
فلسفة برانكو تقوم في الأساس على الجدية في العمل والطموح والروح القتالية والشعور بالمسؤولية سواء بالنسبة للجهاز الفني أو اللاعبين ومن المهم أن تتكامل الأدوار الإدارية والفنية لدعم البرامج التي تؤهل الفريق ليكون قادرا على إثبات وجوده ومقارعة أقوى المنتخبات في القارة الآسيوية.
رفض برانكو بوضوح أن يقدم وعدا بشأن النتائج ولكنه يعد بأن يكون مخلصا في عمله ويجتهد ويتسلح بالطموح لتحقيق كل الأهداف بما فيها التأهل إلى نهائيات المونديال بالرغم من أن المنتخب خارج دائرة الترشيحات المنطقية. وفيما يلي قمنا برصد أهم ما جاء على لسان المدرب الكرواتي في حواره مع قناة عمان الرياضية في المحاور الثلاثة التالية.

1- تحدث برانكو في المحور الأول عن حكايته مع المستديرة وكيف قادته المقادير إلى أن يكون مدربا ويقول: كنت لاعبا في أحد الفرق بدوري الدرجة الثانية في يوغسلافيا وذلك قبل أن تتقسم إلى دول ومنها وطنه كرواتيا وشاءت الظروف أن يدرس علوم كرة القدم بجانب دراسته في الجامعة وتخرج من قسم مرتبط بالكرة ليعمل في السنوات الأولى من حياته مع فرق المراحل السنية ومن ثم مدرسا للتربية الرياضية وذلك لمدة 7 سنوات تقريبا ثم انتقل إلى العمل في فرق بالدرجة الأولى وكانت أولى رحلاته مع فريق منطقته فارتكس وحينها توفرت له ظروف جيدة بوجود نخبة من اللاعبين أصحاب القدرات الطيبة وحقق معه نتائج جيدة مما فتح أمامه فرصة العمل مساعدا لمدرب المنتخب الوطني بلازفيتيش والذي يعتبره معلمه الأول في عالم الكرة.
ويتحدث عن رحلته التي وصفها بالرائعة مع منتخب بلاده كرواتيا والتي شهدت نجاحات كبيرة في بطولة الأمم الأوربية في إنجلترا ونهائيات كأس العالم التي أقيمت في فرنسا وحينها حصل المنتخب الكرواتي على المركز الثالث بجدارة في حين لم يكن مرشحا لتحقيق أي نجاحات في مشاركته بالمونديال.
ولا يزال يتذكر برانكو كيف اغتال لاعب منتخب فرنسا تورام أحلامهم وأحلام كل الشعب الكرواتي بعد أن بات الفريق قاب قوسين أو أدني من تحقيق إنجاز تاريخي عقب فوزه على منتخبات قوية مثل ألمانيا.
وبعد تجربته الناجحة مع منتخب بلاده كان قراره السفر إلى الخارج وتجريب حظه وتهيأت له فرصة لمواصلة العمل مع معلمه بلازفيتيش في نادي هانوفر وكانت المحطة الثانية في إيران حيث بدأ التعرف على الكرة الآسيوية.

2- العمل الجيد والنتائج المذهلة التي حققها في مسيرته مع المنتخبات سواء منتخب بلاده أو منتخب إيران لم يكن كافيا لملء مساحات شغفه بلعبة الكرة والعمل فيها واختار أن يعود للعمل مع الأندية عبر تجارب يعتبرها رائعة ومؤثرة في حياته كانت مع نادي دينمو زغرب الذي عاش معه واحدة من أجمل القصص في تاريخه مع المستديرة حيث نجح الفريق في يحقق الفوز في 28 مباراة على التوالي وجمعته المباراة رقم 29 مع فريقه السابق في منطقته فارتكس والذي كان مركزه قبل الأخير في الترتيب ولكنه نجح في إلحاق أول خسارة بفريقه.
ويحكي عن تجربته مع النادي الإيراني بيبوليس قبل ثلاثة أعوام والذي تولى مهمة تدريبه في ظروف صعبة ومعقدة كانت تمر بالنادي وكشف منذ أول يوم عن طموحاته بأن ينافس على البطولة ووقتها وصفه بالبعض بأنه مجنون ولكنه قبل التحدي وبعد أن كان الفريق على وشك الهبوط تحسن صورته ونتائجه وقفز إلى المقدمة بفضل تضحية اللاعبين وتوافق الطموح الفني والإداري وكنا في الموسم الثاني ننافس على اللقب وتأهل النادي لدوري أبطال آسيا ولفت الأنظار محليا وخارجيا.
يتحدث برانكو عن أهم الأسباب التي دفعته للتخلي عن فكرة تدريب المنتخبات والعودة لمن حيث بدا بالعمل مع الأندية يعود لرغبته في العمل المتواصل لأن العمل مع النادي يعني أن تعمل يوميا وتضع الخطط وتقيس كل الأمور الخاصة بالتطور الفني ويعتز كثيرا بأن تجربته مع الأندية ناجحة وحصل على ثلاثة ألقاب في ثلاث دول مختلفة.

3- ذكر برانكو بأنه يعرف سلطنة عمان وكذلك كرة القدم فيها جيدا وكانت أول زيارة له مع فريقه الإيراني حيث أقام معسكرا في صور ومن ثم اللعب مع المنتخب أيام ماتشالا في نهائيات أمم آسيا وهو مدربا لمنتخب إيران ولا يزال يتذكر أن الأحمر قدم حينها مستوى فنيا رائعا وقدم نفسه بشكل مقنع أكسبه الاحترام والتقدير.
يقول: ذلك كان قبل 15 عاما تقريبا ومن دون شك حدث تطور كبير في البلاد وفي المنتخب وقبل المهمة بطموح كبير ورغبة جادة في أن يقدم عملا طيبا للكرة العمانية وان يكون الجميع سعيدا بعمله وجهده.
يتحدث برانكو عن انه يعرف جيدا بأنه يتولى تدريب منتخب لا يملك مثل الدوري الإنجليزي أو الألماني أو الإسباني وليس من عاداته البحث عن الأعذار ويثق تماما بأن بالإمكان بناء منتخب وطني قوي يحقق الطموحات وان يجد مجموعة من اللاعبين لديهم الرغبة في العمل والعطاء والتطور وتحقيق النتائج الإيجابية وأن يكون منافسا شرسا في مواجهة أقوى وأكبر المنتخبات الآسيوية.
وأشار إلى أنه لا يمكن أن ينتقد الدوري أو قدرات اللاعبين وعليه دائما أن يركز في عمله بجدية ويستفيد من كل ما هو متاح لإحداث نقلة فنية في الأداء الجماعي والفردي وهذا الأمر يتطلب وجود لاعبين لديهم روح قتالية ورغبة في النجاح.
وصف برانكو بأن على لاعب يجد فرصته في المنتخب ان يغتنمها بالعمل الجاد ويعيش تحد مع نفسه ليتطور وان يعرف أن كرة القدم لعبة ليست سهلة وتتطلب الجدية في التدريبات والالتزام بالواجبات.
قال المدرب الكرواتي: أنا اعشق الكرة الهجومية واللعب الجميل الذي يقوم إيقاعه على الأداء القوي والممتع مثل ما يحدث في الكرة البرازيلية.
ووجه رسالة إلى جماهير الكرة العمانية مشيرا إلى أن دورها يبقى دوما مهما في مسيرة المنتخب ويأمل أن يكونوا شركاء له والمنتخب في المرحلة المقبلة وأن يعملوا معا ويحققوا النجاحات الكبيرة معا.
وكشف عن نيته في ضم لاعبين شباب لقائمة المنتخب وذلك عبر خطة العمل في الفترة المقبلة والتي تقوم على بعض الأهداف قصيرة المدى وطويلة المدى.

 

نقلا عن عمان الرياضي    كــــــتب: ياســـــر المــــــنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى