بأداء هزيل.. منتخبنا الأولمبي يفوز على نيبال بهدف يتيم

استهل منتخبنا الأولمبي لكرة القدم مشواره في التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020 بفوز متواضع على حساب منتخب نيبال بهدف دون رد وذلك في المباراة التي جرت مساء أمس في العاصمة القطرية الدوحة ليجني منتخبنا أول ثلاث نقاط له في المجموعة الأولى للتصفيات والتي تضم إلى جواره منتخبات قطر الدولة المضيفة وأفغانستان ونيبال.

ويدين منتخبنا بانتصاره الصعب والباهت وغير المقنع إلى لاعبه يوسف المالكي الذي زار الشباك في الدقيقة 13 بإحرازه الهدف اليتيم في اللقاء عبر اختراق وتوغل رائع من الجهة اليمنى لدفاعات نيبال مستثمرا تمريرة بينية على طبق من ذهب أرسلها له صلاح اليحيائي وضعته في موقف المنفرد ولم يتوان على اثرها في إيداع الكرة داخل الشباك لتتهادى سهلة على يسار الحارس كاركي مانحا هدف السبق لمنتخبنا والذي صمد حتى صافرة النهاية.
وبهذا الفوز رفع منتخبنا الوطني رصيده إلى 3 نقاط بينما خسر منتخب نيبال رهان الجولة الأولى وأنهاها دون نقاط متعرضا لكمين الهزيمة في ضربة البداية مما يدفعه في السعي جاهدا للإفلات من هذا الفخ والكمين المحظور في الجولة المقبلة.

الشوط الأول

ظهر منتخبنا الأولمبي بأداء باهت وغير مقنع في شوط المباراة الأول وعابه البطء في التحضير والتحول من الدفاع إلى الهجوم والبطء أيضا في عملية الضغط على المنافس وعلى حامل الكرة كما ظهر بشخصية الفريق المهزوزة وسط افتقاده لحلول التسديد من المسافات البعيدة المدى عطفا على أنه لم يظهر الرغبة والشراسة في الثلث الهجومي الأخير من ملعب المنتخب النيبالي.
وعلى الرغم من أن منتخبنا الأولمبي أنهى هذا الشوط متقدما بهدف يوسف المالكي في الدقيقة 13 إلا أنه واجه أزمات عاصفة وخانقة في البناء الممنهج للهجمات من الخطوط الخلفية إلى الخطوط الأمامية كما أنه عانى الأمرين في إيجاد استراتيجية معينة لتكثيف محاولات ممارسة الضغط على مرمى المنتخب النيبالي وعاب أيضا على منتخبنا في هذا الشوط عدم مباغتة الخصم بتمريرات خادعة تدخل الشك في نفسه بل أنه فشل في التعاطي مع المنتخب النيبالي المتراجع والمتقوقع أغلب أطوار الشوط في مناطقه الخلفية.
عملية الربط ما بين الدفاع والهجوم كانت مفقودة بشكل أو بآخر نظرا لغياب المساندة الهجومية الفاعلة وضعف الامداد من منتصف الميدان الذي عاب عليه العشوائية في الأداء وفي التمرير بصفة عامة لاسيما وأن الأحمر الأولمبي خسر كرات كثيرة في هذا الشوط نظير الكرات العشوائية المقطوعة وعدم الدقة في التمرير والتي تعزى إلى ضعف التسليم والاستلام خاصة في الثلث الأخير من ملعب الفريق المنافس.
إلى ذلك بدأ الشوط الأول بتبديل اضطراري من جانب المنتخب النيبالي تمثل في خروج لاعبه هيمانت تابا ودخول اللاعب نيتين تابا عوضا عنه نظرا لإصابة اللاعب هيمانت الذي اضطر لمغادرة ملعب المباراة مبكرا وترك مكانه للاعب نيتين.
وعاجل منتخبنا الأولمبي نظيره النيبالي بفرصة أولى وتهديد أول عندما تلقى زاهر الأغبري تمريرة بينية أمامية مررها له بإتقان محسن الغساني في الدقيقة الخامسة انفرد على اثرها الأغبري بالحارس النيبالي أربان كاركي إلا أن الأخير تصدى لها ببراعة منقذا مرمى فريقه من هدف محقق بنسبة مائة بالمائة.
وأبى يوسف المالكي إلا أن يفتتح التسجيل لمنتخبنا الأولمبي في الدقيقة 13 بعدما تلقى تمريرة بينية حريرية من صلاح اليحيائي اخترق على اثرها المالكي الشق الأيمن لدفاعات نيبال قبل أن يطلق تسديدة قوية بيسراه استقرت على شمال الحارس أربان كاركي.
وانفتحت الشهية لدى يوسف المالكي لإضافة هدف شخصي ثان له وثان أيضا لفائدة منتخبنا الأولمبي عندما سنحت له فرصة نموذجية بتسديد ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 16 ولكن لسوء الطالع نابت العارضة الأفقية عن الحارس أربان كاركي في الذود عنها لتضيع فرصة إضافة هدف ثان لمنتخبنا كان قريب المنال.
في المقابل ظهر منتخب نيبال مشتت البال وشارد الذهن وارتكب أخطاء بالجملة في التمركز والتنظيم وعابه الوقوع في فخ الأخطاء البدائية في عملية الانتشار بمساحات الملعب وفشل في تضييق المساحات أمام هجوم منتخبنا الأولمبي رغم انكماشه في خطوطه ومناطقه الخلفية وعليه استفاد منتخبنا من عدة أخطاء مباشرة وغير مباشرة نظير الضغط الخاطىء من جانب لاعبي نيبال على حامل الكرة من جانب منتخبنا.
ومع العجز الواضح لمنتخبنا في عملية بناء الهجمات وتراجعه تدريجيا في مناطقه الخلفية تجرأ المنتخب النيبالي في الهجوم وخرج من مناطقه الدفاعية وفتح الملعب ليصل في أكثر من مناسبة إلى منتصف ملعب منتخبنا ومعها بدأ في تهديد مرمى منتخبنا ممارسا ضغطا هجوميا جيدا اجبر لاعبي منتخبنا على ارتكاب الأخطاء الفردية والجماعية ومعها حصل النيباليون أيضا على بعض الفرص الهجومية وإن كانت قد افتقدت للمسة الأخيرة كونهم كانوا يهجمون بخجل وعلى استحياء.
ولم تجد خطة 3 -5 -2 نفعا من جانب منتخبنا بل وانقلبت الأوضاع رأسا على عقب وكرس المنتخب النيبالي أفضليته الميدانية عقب الهدف الأول المسجل لمنتخبنا الوطني ليتمكن النيباليون من إطفاء حمى البدايات التي صاحبت تلك الفترة أو الردهة من المباراة واخماد ثورة بركان منتخبنا ولهيبه المستعر بل واحتواء الموقف والسيطرة أكثر على الكرة.
إلى ذلك استحوذ المنتخب النيبالي فعليا على الكرة وشكل خطورة نسبية على مرمى حارس منتخبنا إبراهيم المخيني بل وراح لاعبوه يتناقلون الكرة بأريحية تامة وسط تراجع غير مبرر وغير مقبول بتاتا من عناصر منتخبنا.
واستمرت نيبال في فرض أسلوبها وايقاعها على اللعب من خلال حرمان منتخبنا من الكرة وتبادل النقلات والتمريرات ما بين الخطوط وسط ارتفاع في مخزون الثقة رافقه زخم معنوي هائل كان في ازدياد بين الفينة والأخرى.
وفي الأثناء حاول منتخبنا امتصاص حماسة منتخب نيبال التي انفجرت كاللغم وكأنها فورة بركان لا تهدأ وضعت منتخبنا في خطر محدق وعلى فوهة ذلك البركان الثائر والهائج بحيث فشلت كتيبة المدرب حمد العزاني في احتواء أزمة الموقف وكأنها رفعت الراية البيضاء ودخلت في حالة من الهدنة والوفاق مع الدفاعات النيبالية.
وتأثر منتخبنا كثيرا بانعدام حلول الإبداع والابتكار من خط المنتصف الذي خسر معركة وسط الميدان وتاه أمام لمسات لاعبو نيبال وتمريراتهم البينية النموذجية وبدا خط وسط منتخبنا وكأنه استسلم لسيطرة أفراد المنتخب النيبالي وظهر بمظهر العاجز دون مخالب حقيقية ينقض من خلالها على فريسته النيبالية ولكن هيهات هيهات فالمنتخب النيبالي أوصد الأبواب المؤدية إلى مرماه وأحكم اغلاقها بشكل جيد للغاية وسط صمود رائع ومذهل لدفاعاته الرصينة التي عرفت من أين تؤكل الكتف وعرفت كيف تعزل الغساني في خط المقدمة.
وبدا خط وسط منتخبنا وكأنه يعاني من حلقة مفقودة أدت إلى تباعد الخطوط وعقم واضح وجلي في بناء الهجمات الممنهجة وفي الأثناء جرب أرشد العلوي حظه بتسديدة بعيدة المدى في الدقيقة 31 بيد أنها افتقدت لدقة التصويب لتغادر بطيش ورعونة تامتين الخشبات الثلاث.
بعدها عاد الأحمر الأولمبي للتنشيط الهجومي معيدا تنظيم صفوفه ليحصل على فرصة خطيرة في الدقيقة 33 عن طريق زاهر الأغبري ولكن الحظ عانده تماما وأدار له ظهره بعدما ارتطمت كرته في القائم الأيمن لمرمى الحارس النيبالي أربان كاركي ليحرمنا القائم من هدف مؤكد كان وشيكا للغاية.
واستعاد منتخبنا الضغط الهجومي في الدقائق الأخيرة من عمر الشوط الأول ولكن على استحياء تام وتهيأت فرصة أمام محسن الغساني في الوقت بدل الضائع ولكن فوتها على نفسه بغرابة بعدما اكتفى بتسديدة ضعيفة ارتمت بين أحضان الحارس النيبالي .

الشوط الثاني

افتتح الأحمر الأولمبي مجريات هذا الشوط بفرصة خطيرة في الدقيقة 50 لاحت للاعب زاهر الأغبري بعدما صوب كرة قوية كان لها الحارس كاركي بالمرصاد مبعدا الخطر عن مرماه ومبطلا مفعول هجمة الأحمر الأولى في هذا الشوط.
وحالت يقظة كاركي دون احراز منتخبنا لهدف ثان عندما سدد عمران الحيدي كرة صاروخية مرت بمنأى عن العارضة والقائمين في الدقيقة 55 وعاد الأغبري إلى سطح الأحداث مجددا وتفنن بإهدار الفرص الواحدة تلو الأخرى كانت احداها في الدقيقة 60 لم ينجح خلالها في مغالطة مرمى كاركي.
وعلى الفور تدخل العزاني بإجراء تبديل عبر الزج بورقته الرابحة عبد الرحمن المشيفري عوضا عن صلاح اليحيائي بهدف إحياء وإنعاش التنشيط الهجومي لمنتخبنا الوطني واعطائه زخما أكبر على مستوى خلق الفرص وبالفعل أعطى التبديل شكلا هجوميا آخر لمنتخبنا وتبدلت الصورة الهجومية للأحسن وإن كانت بشكل ضئيل نوعا ما ولكنه ساهم في تجديد روح الفريق فوق أرضية الميدان وأحيت في عروقه رغبة مهاجمة الفريق المنافس ومحاولة النيل من شباكه بهدف آخر بحثا عن تعزيز النتيجة واللجوء بالتالي إلى الملاذ الآمن حيث تأمين النقاط الثلاث الأولى في هذه التصفيات الملحمية.
إلى ذلك حرمت العارضة يوسف المالكي مرة أخرى من هز شباك نيبال وزيارته بهدف ثان في الدقيقة 78 رغم دقة التصويبة ولكن الحظ العاثر حال دون مغالطتها لمرمى الحارس كاركي.
وشهدت الدقائق الأخيرة تحسنا هجوميا ملحوظا ولافتا من طرف منتخبنا الأولمبي الذي أرهق دفاعات نيبال بتحركاته المثالية ما بين الخطوط وفي الأثناء ارتبك الدفاع النيبالي وبات محاصرا تحت الضغط المشدد والحراسة الهجومية من جانب منتخبنا ولكن ذلك لم يثن عزيمة النيباليين عن احراج دفاعات منتخبنا ومحاولة النيل منها في بعض الفرص الخجولة التي لاحت لهم.
وفشل قذافي المحروقي في مفاجأة ومغالطة الحارس كاركي عندما انبرى لرأسية سهلة لم يتمكن إزاءها من كسر شفرة الدفاع النيبالي وفك رموزه في الدقيقة 85 إلا أن هذه الفرصة أدخلت النيباليين في دوامة الشك وجعلت اليأس يتسلل إليهم رويدا رويدا في إمكانية العودة من بعيد في النتيجة وإدراك التعادل لتذهب محاولاتهم القليلة سدى وفي مهب الرياح. وحتى فريقنا الأولمبي دخل في مرحلة الشك تلك التي دبت في صفوفه وبثت الذعر فيه نظير عجزه عن إضافة هدف ثان رغم ضغطه الهجومي المتواصل والاجهاد البدني الذي نال من مدافعي نيبال في المنعرج الأخير والمنعطف الحاسم من اللقاء. ولم ينجح منتخبنا في بعثرة أوراق المنتخب النيبالي في الدقائق الأخيرة وسط صمود لافت للدفاعات النيبالية التي تحملت عبء اللقاء وعانت كثيرا إلا أنها نجحت في تكسير هجمات منتخبنا الأخيرة رافضة رفع المنديل الأبيض وساعية إلى خطف هدف عكسي من مرتدة سريعة خاطفة لاسيما في ظل افتقادهم للحلول الناجعة في صناعة اللعب.
الردهات الأخيرة للقاء وضعت الأحمر الأولمبي على المحك خشية استقبال هدف مفاجئ يفقده نقطتين ثمينتين ويفسد عليه الاحتفال بالفوز الصعب والشاق ولكن جاءت صافرة الحكم النهائية لتضع حدا لماراثون اللقاء وتعلن عن انتصار منتخبنا بنتيجة غير مقنعة قوامها هدف دون رد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى