مباراة مصيرية لمنتخبنا الوطني أمام كوريا الشمالية في ختام دور المجموعات

يترقب عشاق الكرة العمانية بفارغ الصبر مباراة حاسمة تجمع منتخبنا الوطني للناشئين بنظيره الكوري الشمالي، يوم الجمعة عند الساعة التاسعة والربع مساءً. اللقاء سيُقام على الملعب الفرعي لمدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة، وسيكون الختام لمباريات المجموعة الرابعة ضمن منافسات بطولة كأس آسيا تحت 17 سنة، التي تستضيفها المملكة العربية السعودية حتى 20 أبريل الجاري.
مواجهة مصيرية وحسابات دقيقة
المواجهة لن تكون سهلة بأي حال من الأحوال، حيث يُعد المنتخب الكوري الشمالي واحدًا من أقوى الفرق المشاركة في البطولة، خاصة على صعيد القوة البدنية والتنظيم التكتيكي. ومع ذلك، فإن منتخبنا الوطني يسعى لتحقيق الفوز دون الدخول في حسابات معقدة. ففي حالة تحقيق الانتصار، سيضمن التأهل مباشرة إلى ربع النهائي، كما سيحجز مقعده في بطولة كأس العالم للناشئين التي ستستضيفها قطر في نوفمبر المقبل.
أما التعادل، فسيجعل حظوظ منتخبنا مشروطة بنتيجة المباراة الأخرى بين إيران وطاجيكستان؛ فإذا نجحت إيران في الفوز، ستتساوى النقاط بين منتخبنا وإيران (4 نقاط لكل منهما)، وعندها سيتم اللجوء إلى مجموعة من المعايير لتحديد المتأهل، مثل فارق المواجهات المباشرة، ثم فارق الأهداف، وأخيرًا عدد الأهداف المسجلة. أما السيناريو الثالث، وهو الخسارة، فسيعني انتهاء الحلم تمامًا، خاصة بعد الخسارة الافتتاحية أمام طاجيكستان بهدفين لهدف.
ثقة تعزز الآمال
منتخبنا يدخل المباراة مُحملًا بجرعة ثقة كبيرة، مستمدًا دعمه من الأداء البطولي الذي قدمه اللاعبون في الشوط الثاني من مباراة إيران، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1. مدرب المنتخب أنور الحبسي أكد في تصريحاته عقب تلك المباراة أن هذا الأداء كان بمثابة دفعة قوية للاعبين، وقال: “هذه ليست مجرد مباراة أخرى، بل هي نهائي حقيقي بالنسبة لنا. علينا أن نكون حذرين من كوريا الشمالية، فهي فريق قوي ومنظم ويمتلك تشكيلة خطيرة، لكننا سنلعب وكأن لا بديل عن الفوز”.
من جانبه، أبدى مدرب كوريا الشمالية أو تاي سونج (55 عامًا) احترامه الكبير لمنتخبنا، مشيرًا إلى أنه فريق يتميز بالتسديد البعيد وبناء الهجمات بشكل جماعي. وأضاف: “سنعمل على وضع خطة تناسب إمكانيات لاعبينا وتستهدف نقاط قوة المنتخب العماني. سندخل المباراة بنفس الطريقة التي حققنا بها الفوز الكبير على طاجيكستان بثلاثية في الشوط الثاني، معتمدين على خط هجومي قوي يضم كوانج سونج، ووكيم يو جين، ووري رو جوون، وكيم تاي جوك”.
تحضيرات متواصلة وحلم التأهل
أجرى منتخبنا الوطني يوم الخميس حصة تدريبية رئيسية، استعرض خلالها الجهاز الفني التشكيلة وخطة اللعب المناسبة لتحقيق الانتصار. الجميع داخل المعسكر يدرك أهمية المباراة، حيث إن الهدف لا يتوقف فقط عند التأهل لربع نهائي البطولة، بل يمتد إلى تحقيق حلم التأهل لكأس العالم في قطر، وهو الهدف الذي يمثل أولوية قصوى.
ذاكرة الماضي تشعل الحماس
تاريخ المواجهات بين المنتخبين يزيد من إثارة اللقاء؛ ففي بطولة آسيا 2016، حرمت كوريا الشمالية منتخبنا من التأهل لكأس العالم تحت 17 سنة في الهند، وذلك بعد الفوز بركلات الترجيح عقب التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي. كما شهدت بطولة 2010 في أوزبكستان فوز كوريا الشمالية على منتخبنا بهدفين لهدف. هذه الذكريات المؤلمة تجعل لقاء الغد فرصة للرد وتصحيح المسار.
ختامًا
مباراة الغد تمثل لحظة حاسمة في مشوار منتخبنا الوطني، وهي فرصة لإظهار قدرته على تجاوز التحديات والوصول إلى الأهداف الكبرى. الجماهير العمانية تتطلع لأن يكتب الأحمر صفحة جديدة من تاريخه، ويؤكد أحقيته بالوجود بين الكبار.