كومان.. قريبا في الميدان !

أيام قليلة ويدشن مدرب المنتخب الوطني الأول أورين كومان مسيرته مع الكرة العمانية في أول تجربة خليجية وعربية وآسيوية في عمره التدريبي وذلك بعد أن وقع عليه الاختيار ليكون خليفة مواطنه بيم فيربيك الذي ترجل عن منصبه عقب نهاية مشاركة الأحمر في نهائيات أمم آسيا 2019.
تأتي بداية المدرب الجديد للمنتخب وسط تطلعات كبيرة من الجماهير بنجاح خيار اتحاد الكرة، وأن يكون اختيارًا ناجحًا، ويوفر الاستقرار للأحمر في مسيرته المقبلة التي تنتظره فيها تحديات مهمة أبرزها المشاركة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقبل.
اتحاد الكرة يظهر حالة كبيرة من التفاؤل بأن يواصل كومان في المشوار ذاته والإيقاع الذي كان عليه فيربيك باعتبارهما يحملان فكرًا تدريبيًا واحدًا، ومن مدرسة واحدة ورغم ذلك لا يخفون حقيقة منح المدرب الهولندي فرصته كاملة من دون الاستعجال في إصدار الأحكام المتسرعة والتي تعني استمرار الدوامة وتقليص إمكانية تحقيق النقلة الفنية المرجوة.
ستكون بداية كومان المتوقعة عبر مشاركة الأحمر في دورة مارديكان الرباعية التي تستضيفها ماليزيا، وتبدأ في العشرين من الشهر الجاري ويواجه فيها المنتخب الوطني الدولة المضيفة ماليزيا والتي تمثل بداية تعرفه على الكرة العمانية ومستويات اللاعبين الذين يمثلون القائمة التي تضم في أغلبها المجموعة التي شاركت في نهائيات أمم آسيا 2019.
يملك المدرب الهولندي حسب ما ذكره أفكار أولية عن الكرة العمانية وبصفة خاصة عن المنتخب الأول من خلال الاطلاع على المشاركات الأخيرة بجانب التقارير الوافية التي تلقاها من فيربيك وهو ما يراه صورة مبدئية وتكتمل فصولها عبر المزيد من المشاهدة للدوري ولقدرات اللاعبين عقب العودة من ماليزيا، وتعد المشاهدة والمتابعة الأساس في عمله المقبل وستحدد بشكل كبير نوعية خططه وبرامجه في الفترة المقبلة وسط ترقب جماهيري كبير ينتظر بشغف كبير ما سيقدمه المدرب الهولندي، وإن كان فعلا يمثل الخيار الأفضل بين الخيارات التي طرحت لخلافة فيربيك. سؤال عريض يستقبل المدرب كومان يقول: هل يستطيع أن يقدم الجديد الذي يقود لتحسين صورة الأحمر وتحقيق قفزة نوعية في الأداء والنتائج بعد التطور الذي حدث في الفترة الماضية وأدى إلى ارتفاع سقف الطموحات؟.
تترقب جماهير المنتخب البصمة الهولندية ومدى قدرتها على أن تثبت نجاحها واكتشاف وجوه جديدة قادرة على أن تتحمل المسؤولية خاصة أن مهمة العمل التي تنتظر المدرب شاقة وذات شقين الأول خاص بتطوير ما هو متاح موجود خلال الفترة الحالية والثاني يتمثل في العمل على دعم خطة بناء منتخب جديد بمواصفات فنية عالية تضمن النجاحات وتحقيق النتائج الإيجابية في المشاركات الإقليمية والقارية والدولية.
يدرك المدرب الهولندي أن وضعية المنتخب الوطني الراهنة تتطلب عملًا كبيرًا يحافظ على المكاسب الفنية التي تحققت في الفترة الماضية والتي حصل فيها المنتخب الوطني على بطولة كأس الخليج الماضية بالكويت، وحقق أفضل ظهور له في نهائيات أمم آسيا 2019 بوصوله إلى دور الـ16 بعد أن كان في السابق يخرج مبكرًا.

تعديلات في القائمة مشروطة بظهور أسماء جديدة

تفرض ظروف المنتخب الحالية على المدرب الهولندي أن يبدأ من حيث انتهى المدرب السابق مواطنه فيربيك، وكان المدرب الهولندي واقعيا، وهو يتفق مع جهازه الفني المساعد على أن تمثل القائمة الحالية أساس العمل في الفترة المقبلة حتى تتضح له الرؤية التي ستكشف التغييرات التي سيقوم بها والتعديلات التي ستحدث في التشكيلة.
وكان فيربيك أول ما فعله عندما تولى قيادة المنتخب بديلا للإسباني لوبيز أحدث تغييرات كبيرة على القائمة واستعان بعدد من العناصر الجديدة البارزة في الدوري والمنتخب الأولمبي ويمكن القول انه بدأ رحلة التغيير والإحلال والإبدال لذلك ستكون مهمة المدرب الهولندي صعبة في الحصول على اكتشافات جديدة من اللاعبين.
وتمثل هذه المجموعة العناصر الأبرز حاليًا في الدوري مع بعض الأسماء الغائبة والتي يمكن أن تثبت وجودها وتحجز مكانها في قائمة الهولندي.

سباق مع الزمن.. وعين في أكثر من اتجاه

حسب برنامج عمل المدرب الهولندي في الفترة المقبلة فإنه سيشكل حضورا مستمرا في مباريات الدوري الذي يمثل القاعدة الأساسية التي يعتمد عليها أي جهاز فني في اختيار قائمة المنتخب.
وسيركز المدرب بشكل كبير على متابعة الأسماء التي تتواجد حاليًا في القائمة، وستشارك في دورة ماليزيا الودية بجانب البحث عن عناصر جديدة، وهو أمر يضعه أمام سباق مع الزمن لضيق الوقت، وأن ما تبقى من مباريات في دوري المحترفين وبقية المسابقات لا يمنحه الفرصة الكافية للتعرف على جميع اللاعبين وهو ما يعني أنه سيعتمد بشكل كبير على تقارير جهازه الفني المساعد الذي ظل يقوم بذات مهمته في متابعة مباريات الدوري وتدوين ملاحظاته الفنية حول اللاعبين.
يفرض الواقع على المدرب وجهازه الفني الاعتماد بشكل كبير على العناصر الجاهزة وصاحبة الخبرات في منافسات التصفيات الآســــــــيوية المؤهــــــلة لنهائيات المونديال والتي ســــــــتشكل مبارياتها في البدايات فرصة جيدة للمدرب للتعرف عن قرب على عناصر المنتخب ومعرفة النواقص التي يعاني منها الفريق والسلبيات والأخطاء وكيفية علاجها وصولًا لفريق مثالي متكامل المواصفات الفنية وقادر على تحقيق الطموحات.

رهان على إرث فيربيك.. وتجربته الناجحة

يراهن المدرب الهولندي بشكل واضح على نجاح مواطنه فيربيك، وما ترك له من إرث وأرضية صلبة يمكنها أن تمثل له دفعة قوية وتساعده في تجاوز صعوبات البدايات وخاصة التعرف على مواطن السلبيات.
يدرك كومان أن أول الأهداف المنتظرة منه خلال مسيرته تطوير منظومة العمل الكروي وتحسين نتائج المنتخب وفق استراتيجية فنية تستهدف النجاح في الميادين الإقليمية والقارية والدولية خلال مدة عقده التي تمتد لموسمين.
وتقول السيرة التدريبية للمدرب الهولندي إنه يتمتع بقدر جيد من الخبرات التي يحتاجها في عملية البناء التي تنتظره لتكوين فريق جديد بمواصفات تلبي شروط معادلة النجاح والتطور عبر مراحل سريعة.
نجاح كومان في الوصول إلى فك شفرة هذه المعادلة يساعده بشكل كبير في كسب ثقة الشارع العماني، وسيحصل على دعم مطلق من اتحاد الكرة والجماهير والإعلام، وهو ما سيحقق له أرضية صالحة للاستمرارية دون عقبات أو خلافات في فترة عقده.
التفاؤل الذي أظهره المدرب يراه البعض مخيفًا؛ لأنه يسرب اطمئنانا في الشارع الرياضي، وفي حال حدثت أي نتائج غير إيجابية ستكون ردة الفعل قوية وستؤثر سلبًا على المسيرة وتضع المدرب أمام ضغوط كبيرة.
الكرة لن تكون في ملعب المدرب وحده بشأن التكوين وبناء منتخب يحقق الطموحات والمسؤولية جماعية بين كل الأطراف المعنية والتي يهمها الأمر وهو ما يتطلب إيجاد وسيلة تعاون وتواصل يقود لتكامل الأدوار وبلورة الجهود بما ينعكس خيرًا وإيجابًا على مسيرة الكرة العمانية والمنتخب الأول الذي يمثل عنوانها الرئيسي.

مهنا ووليد.. ورغبة في تعاون مثمر ومفيد

أظهر الجهاز الفني المساعد المكون من الثنائي مهنا سعيد ووليد السعدي والذي سبق أن خاض تجربة مع فيربيك رغبة جادة طموح كبير في التعاون والعمل المشترك لخدمة أهداف المنتخب في الفترة المقبلة وضمان مسيرة هادئة خالية من العقبات والمضبات.
كما هو معروف فإن الجهاز الفني المساعد يضم المدرب مهنا سعيد الذي يتولى حاليًا مهمة تدريب المنتخب العسكري بجانب عمله في وقت سابق مع المدرب الفرنسي لمدة أربع سنوات منحته الكثير من الخبرات عن اللاعبين وظروفهم ومعرفة دقيقة لأبرز السلبيات والأخطاء، وهو يجعل وجوده في الجهاز الفني مفيدًا، وسيختصر الكثير من الوقت على المدرب الهولندي في معرفة الخليفة التاريخية للمنتخب وللاعبين والصعوبات التي واجهت الفريق في الفترة الماضية.
يملك وليد ذخيرة معلومات كبيرة عن اللاعبين المشاركين في الدوري بمن فيهم الموجودون في القائمة الأخيرة أو أسماء لم تنال فرصتها لذلك سيكون إضافة فنية جيدة.
يحرص وليد ومهنا على تقديم الدعم المطلوب لخليفة فيربيك ونجاح هذه التجربة الهولندية الثانية لذلك لن يدخرا جهدًا في التعاون والوصول إلى التنسيق والتفاهم مع المدرب لتشكيل فريق عمل ناجح.

دعم كامل.. والمنتخب أولوية عند مجلس الإدارة

يولـــــي اتحاد الكرة المنتخب الأول جل اهتمامه ويسعى لتوفير كل الإمكانات التي تساعد الجهاز الفني للقيام بواجباته كاملة بما يعدل الصورة، ويقود لطفرة فنية حقيقية تعيد الأحمر من جديد لأيامه التي شكل فيها حضورًا رائعًا في المنافسات القارية والدولية.
خلال اجتماع رئيس اتحاد الكرة سالم الوهيبي مع المدرب بعد الاتفاق معه كان الحديث واضحًا بأن مجلس الإدارة سيوفر كل المطلوب منه فيما يتعلق بتنفيذ خطط وبرامج المدرب فـي الفترة المقبلة، وهو ما يعني تمرير الكرة لملعب المدرب ومنحه الضوء الأخضر لوضع أي برامج فنية يراها مناسبة لتحقيق الأهداف المرجوة.
ستتولى لجنة المنتخبات مهمة المتابعة الدائمة لعمل الجهاز الفني وتقديم كل ما يطلبه من دعم يثبت أقدامه ويعينه لقيادة المنتخب بصورة جيدة.

لقاءات مكثفة.. فنية وإدارية

يتولى اتحاد الكرة مهمة الدعوة والإشراف على أول لقاء يجمع بين المدرب الهولندي وطاقمه المساعد الفني والإداري، ومن المتوقع أن يتم الاجتماع في الساعات القادمة وذلك بعد اكتمال عملية التنسيق تمهيدًا لبداية مرحلة العمل الجديدة في قيادة المنتخب الوطني.
أبرز الموضوعات التي ستتم مناقشتها في الاجتماع بعد التعارف تنحصر في وضع برنامج المرحلة المقبلة وضوابط العمل الفنية والإدارية.
وذكر مســـــؤول في لجنة المنتخبات أن اجتماع تم عقب توقيع العقد مع المدرب بينه ومساعده مهنا سعيد وستتواصل اللقاءات بين المدرب وجهازه الفني والإداري المساعد من أجل المزيد من التعارف التعارف والاتفاق على بعض العناوين الخاصة بخطة العمل ومن بعد ذلك سيكون بإمكان الجهازين الفني والإداري أن يعقد لقاءات متواصلة من خلال تواجده اليومي بمكاتب اتحاد الكرة ليصل إلى صيغة مثالية لبرنامج الفترة المقبلة عقب العودة من ماليزيا.
ولن تقتصر اجتماعات المدرب الهولندي على طاقمه المساعد الفني والإداري بل ستكون هناك لقاءات له مع مدربي المنتخبات السنية الأولمبي والشباب والناشئين وذلك لبحث سبل التعاون والتواصل بين هذه الفرق لضمان بناء قاعدة كروية بأسس علمية تضمن مستقبل أفضل للكرة العمانية.
ويركز كومان على أن يكون هناك تعاون مستمر بينه والجهاز الفني للمنتخب الأولمبي الذي يتواجد عدد من نجومه في قائمة المنتخب الأول.

 

 

نقلا عن عمان الرياضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى