الأحمر يعود للتدريبات استعدادا لمواجهة إيران القوية

يدخل منتخبنا الوطني الأول مرحلة جديدة في مشواره بنهائيات أمم آسيا المقامة حاليا بدولة الإمارات العربية المتحدة … وذلك بعد أن ضرب موعدا مع دور الـ 16 للبطولة القارية الأقوى على مر التاريخ … بعد أن تجاوز (بنجاح) نظيره التركمنستاني مساء أمس الأول بثلاثية مقابل هدف واحد كانت كفيلة بأن تضعه بين كبار آسيا قبل أن يجد نفسه في مواجهة نارية أمام نظيره الإيراني أحد المرشحين للكأس بعد الأداء الكبير الذي قدمه في دور المجموعات … حيث يتجهز الأحمر وجهازه الفني ولاعبوه وجماهيره للظهور بمظهر قوي يؤكد أفضليتهم التي سجلوها أمام اوزبكستان واليابان على وجه الخصوص رغم خسارة نقاط اللقائين بالعديد من الاسباب التي ساهمت في ذلك وأمام مرأى الجميع منها بطبيعة الحال الاخطاء الفردية التي وقع فيها بعض اللاعبين وبجانبها الاخطاء التحكيمية التي ظهرت بشكل مباشر في مباراة اليابان تحديدا …
مرحلة إنتهت
انتهت مرحلة دور المجموعات بنجاح رغم تأخره … وتحقق أمل الفريق الأحمر وجماهيره الوفية وأجهزته الفنية والادارية في الوقت المناسب … لتأتي الكرة في آخر لحظاتها وتنصف الأحمر العماني بتأكيد صعوده من ملعب مدينة محمد بن زايد بالعاصمة أبوظبي وسط حضور جماهيري راق للغاية ساهم بشكل كبير في تفوق الأحمر في أمسية أمس الأول … المباريات الثلاث التي دخلها الاحمر تحمل الكثير من الجوانب الإيجابية والسلبية … بات علينا مواصلة العمل في الشق الإيجابي بشكل أكبر للاستفادة منه في المرحلة القادمة … والوقوف على السلبيات التي من الممكن أن يكون علاجها (الناجع) يعيننا على تخطي عقبات كنا نتوقعها صعبة لكنها باتت في المتناول إن عملنا بذات النهج الذي سيكون مناسبا جدا إن تحققت له الجوانب المساندة في طريقه إن شاء الله تعالى …
الفرحة بالصعود للمرة الأولى للدور الثاني في نهائيات آسيا منذ المشاركة الأولى في الصين 2004م يجب أن لا تنسينا بأننا مقبلون على مرحلة أهم وأكثر (فرحة) إن تحقق لنا فيها ما نريد ونرسم له … ويجب أن لا نغفل أن لقاء (ايران) ليس كمواجهة تركمنستان … وأن الظروف المحيطة بمباراة إيران ليست هي المحيطة بلقاء تركمنستان … وأن دوافع المباراتين تختلف كثيرا … لذلك فإن الجهاز الفني بقيادة الهولندي بيم فيربيك يدرك تماما بأن لقاء الغد هو تاريخ جديد بالنسبة لمسيرته مع الأحمر العماني الذي لم يتذوق فرحة مشابهة للصعود لأي دور متقدم في أمم آسيا … وبأن ذلك سيضاف إلى سجله الناجح – حتى الآن – مع الاحمر العماني … لذلك فإنه سيقوم بكل ما يراه كفيلا بتحقيق هذا الهدف …
نحن أمام فرصة لتسجيل مسيرة ظافرة في البطولة … وأمام فريق عنيد للغاية … لكن الاداء الذي قدمه منتخبنا في لقاءاته الثلاثة دون استثناء رغم اختلاف النتائج كفيل بأن يقف ندا أمام ايران وجماهيره وكفيل بأن يصعق الفريق الكبير ويدفعه مبكرا لدائرة المشاهدة عبر شاشات التلفاز إن قدم منتخبنا اداء بعيدا عن الاخطاء الغريبة في الخط الخلفي … مع الاستعانة بكل الطاقات في استغلال الفرص السانحة للتسجيل أمام مرمى المنافس … وباعتقادي أن ذلك يحتاج إلى عمل مقنن من كافة النواحي والاطراف للوصول لهذا الهدف في نهاية المطاف ..
فيربيك !!!
الجهاز الفني لمنتخبنا بقيادة الهولندي بيم فيربيك مطالب بأن لا يتجاهل ما شهدته المباريات الثلاث من أخطاء واضحة ساهمت بشكل او بآخر في خسارة الفريق لمباراتيه بغض النظر عن الجانب التحكيمي … الاخطاء الدفاعية اصبحت (كارثية) لأنها تسفر عن أهداف وهذا الأمر يتسبب في الكثير من الجوانب السلبية على مسيرة الفريق في المباراة ومعنويات اللاعبين … فهدفا أوزبكستان لم يكن لهما داع إطلاقا ولم يكونا مستحقين بأي حال من الأحوال … فالأول جاء من خطأ ارتكبه خالد البريكي على حافة منطقة الجزاء بلا داع وبتسرع لا يفترض أن يكون من لاعب قلب دفاع هذا أولا … والخطأ الثاني تركز في الوقوف الخاطئ لحائط الصد البشري الذي وضعه حارس المرمى فايز الرشيدي … حيث لم يلتفت (فايز) وبقية اللاعبين إلى وجود لاعبين اثنين في الطرف الأيسر للحائط البشري وهو الذي كان واضحا بأن أحمدوف سيلعب الكرة هناك دون جدال … وهو ما حدث بالفعل ومرت الكرة بشكل سهل في شباك منتخبنا هدفا اول …
الهدف الثاني تسبب فيه أولا سعد سهيل الذي حاول المراوغة في مكان لا يحتمل الخطأ، قبل أن تقطع كرته ، وبعدها يكمل الخطأ خالد البريكي الذي حاول قطع الكرة بشكل غريب إلا أنه لم يتمكن رغم سهولة الوضع لينفرد اللاعب بالرشيدي ويضع كرته في زاوية سهلة للغاية لكنها تمر في الشباك مما أحبط معنويات لاعبينا بدون داع …
مباراة اليابان وضحت هشاشة الخط الدفاعي وبالاخص جهة خالد البريكي الذي لم يكن بذات الجسارة والحيوية التي تضعه في مواجهة لاعبي اليابان، فحصل اليابانيون على أكثر من (5) فرص سهلة للتسجيل لولا براعة فايز الرشيدي لخسر الفريق بنتيجة كارثية وفي أقل من شوط … قبل أن يحتسب الحكم ركلة جزاء وهمية تكفلت بخسارة منتخبنا للنقاط الثلاث …
مباراة أمس الأول أمام تركمنستان واصل خالد البريكي ومعه سعد سهيل أخطاء دفاعية بالجملة كانت كفيلة بإحباط طموحاتنا لولا تألق المسلمي وخلفه فايز الرشيدي اللذين ساهما في عدم ولوج أكثر من هدف في شباك الأحمر وحرمانه من فرحة كان ينتظرها … وهي إرهاصات ودلائل تؤكد على عدم قدرة البريكي في مجابهة لاعبي الفرق المنافسة بشكل مثالي مع التأكيد على أن أخطاءه تتواصل دون حراك من فيربيك ومعانيه … فإلى متى سيبقى الوضع الدفاعي لمنتخبنا بهذا الشكل المخيف والذي أرهق معنويات لاعبينا ومن قبلهم الجماهير الزاحفة لمساندة الأحمر ..
فيربيك … ارتكب خطأ آخر في تشكيلة المنتخب بلقاء تركمنستان بالدفع بمحمد خصيب للمرة الأولى أساسيا في البطولة … وفي مباراة حاسمة لا تقبل أنصاف الحلول … مما ساهم في إرباكه وعدم ظهوره بالمظهر الكبير الذي تنتظره الجماهير مقارنة بقدراته … فلو – لا قدر الله – خسر المنتخب فرصة الصعود فلربما كانت هذه بمثابة الإحباط للاعب (شاب) في بداية مشواره … قبل أن يستفيق في وقت متأخر ويدفع باليحمدي واليحيائي اللذين يمتلكان خبرة ميدانية أكبر عن (خصيب) الأمر الذي ساهم في عودة الحيوية للفريق الأحمر وظهوره بمظهر الفريق المتحدي وتحقق الانتصار في نهاية المطاف …
فيربيك … بصريح العبارة نحن لا نحتمل المزيد من الاخطاء … فالموقف بحاجة إلى إمكانيات معينة في لاعبين معينين يصنعون الفارق …

استشفاء وتدريب
خضع اللاعبون الذين أكملوا المباراة أمام تركمنستان إلى حصة استشفاء فقط وذلك بدءا من الحادية عشرة صباح أمس بفندق الاقامة (روتانا بارك) من خلال وقت زمني حدده الجهاز الطبي والفني قضاه اللاعبون في بركة السباحة وراحة من التدريبات المسائية، فيما خاض بقية اللاعبين الذين لعبوا دقائق أقل في المباراة وبقية اللاعبين الذين لم يشاركوا أمام تركمنستان الحصة التدريبية المسائية التي جرت في تمام الساعة الخامسة مساء أمس بملعب أكاديمية الجزيرة، حيث سبق ذلك حديث من فيربيك حول آلية التدريب والهدف منه ، والطريقة التي سيواجه بها الأحمر نظيره الايراني غدا في أمسية لا تقبل القسمة على اثنين، فإما تاريخ جديد للأحمر وهذا ما نتمناه وإلا خروج أحد افضل الفرق أداء في البطولة حتى الآن.

الشيبة في عيادة الأسنان
تواجد محمد الشيبة نجم خط دفاع منتخبنا ليلة أمس الأول عقب نهاية المباراة في إحدى عيادات الاسنان بالعاصمة ابوظبي، وذلك بعد أن تعرض لالتهاب حاد في اسنانه تطلب منه التوجه لمقابلة الطبيب والحصول على الدواء الناجع لإيقاف ما يعانيه من اضرار تجاه ذلك.

جوهر يواصل العلاج
ما زال نجم خط وسط منتخبنا محسن جوهر يواصل مرحلة العلاج والتأهيل جراء الاصابة التي تعرض لها في مباراة أوزبكستان والتي حرمتنا من خدماته في لقاءي اليابان وتركمنستان على التوالي، حيث يسير حاليا على جدول تدريب معين من خلال الجري حول الملعب لعدد من الدقائق التي يحددها له الجهاز الطبي، وكذلك بعض التدريبات التي تساعده في إعادة تأهيله بشكل أسرع للانخراط بصفوف الفريق الأحمر، إلا أنه من المتوقع عدم مشاركته في لقاء إيران، فيما ذهب البعض إلى أن قطار البطولة انتهى بالنسبة له خاصة وأن الاصابة ليست بالسهلة وتحتاج إلى وقت طويل للتعافي منها.

مؤتمرات
حددت اللجنة المنظمة للبطولة مواعيد المؤتمرات الصحفية لمدربي الفريقين اليوم، حيث سيكون المدرب الإيراني في تمام الساعة الحادية عشر والنصف، فيما المؤتمر الصحفي لمدرب منتخبنا بيم فيربيك سيكون في تمام الساعة الثانية عشرة والربع، أما الاجتماع الفني فتم تحديد الساعة الثانية ظهر اليوم موعدا له بقاعة المؤتمرات بنادي الجزيرة.

دعم مطلوب
المباراة القادمة أمام إيران تحتاج إلى دعم كبير من رجال الأعمال ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص في مساندة الجماهير العمانية بالحضور إلى مدرجات ملعب مدينة محمد بن زايد بنادي الجزيرة ، فالأمر يخص (الوطن) ولا بد من وقفة الجميع ممن يمتلكون القدرات المالية أن يقفوا صفا واحدا في زيادة الحضور الجماهيري لمؤازرة منتخبنا في أحد أهم المباريات الآسيوية، فالجماهير الإيرانية ستكون حاشدة دون جدال ، وستكون داعمة لمنتخب بلادها بشكل استثنائي ، خاصة وأن الهدف هو اللقب الآسيوي الذي يأمل الايرانيون أن يذهب إلى طهران هذه المرة، بعد أن قدموا منتخبا قويا سواء في الدور الأول أو في المنافسات الدولية الأخيرة، ومن باب أولى فإن الجماهير العمانية باتت تحلم بإنجاز على المستوى الآسيوي للكرة العمانية رغم صعوبة المنافسات ، لم لا والفريق قدم مستوى رائعا يشار له بالبنان مما وضعه كأحد أفضل الفرق التي قدمت كرة قدم حقيقية طيلة المباريات الثلاث التي خاضها الفريق حتى الآن، آملين أن تصلنا الكثير من الاخبار السعيدة الداعمة للجماهير في أمسية الغد القوية.

 

 

نقلا عن الوطن (صالح البارحي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى