العزوف الجماهيري ينتظر حلولاً جاذبة لحضور المباريات

واصل الحضور الجماهيري في مدرجات ملاعبنا تراجعه هذا الموسم أسوة بالمواسم السابقة، على الرغم من تعدد البطولات المحلية، وبات مشهد المدرجات شبه الخالية مشهداً مألوفا في الملاعب في أغلب مباريات الموسم، في ظاهرة رياضية ألقت بظلالها وتداعياتها على الكرة العمانية، إذ يمثل الحضور الجماهيري رافداً اقتصادياً مهماً لدعم الأندية في التزاماتها المتنوعة.

عندما تشاهد اللقاء في دورينا يقام بحضور 20 متفرج فهو اعترافاً صريحاً بحجم الظاهرة المزعجة، التي أضحت تتوسع وتتمدد في خط مواز لسوء المحفزات التي تجذب المشجع لقطع تذكرته والذهاب إلى ملعب المباراة لمتابعة فريقه المفضل، إذ لا يمكن منطقيا مطالبة الجماهير بالحضور وبيئة الملاعب لدينا لا تزال منفرة لكثيرين.

حتى يحضر المشجع مباراة ما يجب عليه الذهاب باكراً وقبل بداية المباراة أحياناً بساعات طويلة، من أجل حجز مقعد في الملعب، ويجد كل شيء حوله في ملاعبنا وكأنه رسالة تقول له: (لا تحضر للملعب! ولماذا حضرت؟) على الرغم من القيمة الكبيرة التي يدفعها المشجع الواحد لتذكرة الدخول للملعب، التي ترتفع عبر إدارات بعض الأندية، بمباركة من الجهات الرياضية المختصة من دون مقابل يلمسه المشجع خلال ساعات وجوده الباكر في الملعب.

التنظيم وترقيم المقاعد وإنشاء البوابات الالكترونية، والاهتمام بمصادر التغذية في ملاعبنا بالتعاقد مع كبريات الشركات المشغلة، ونظافة المدرجات، كلها حلول سهلة لا تزال غائبة حتى إشعار آخر، وحتى طريقة بيع التذاكر قبل المباريات المهمة هي صورة مكررة لسوء التنظيم والعمل العشوائي، الذي يدفع ثمنه المشجعون معاناة ومالاً، إذ كيف يمكن للمشجع أن يحضر المباريات وهو يجد الإهمال الكبير تجاه هذه الشريحة الكبيرة، التي تمثل الركيزة الأهم والأقوى في الكرة العماني.

الجماهير العمانية بمختلف ميولها وانتماءاتها تنتظر بشغف جديد نتائج عمل اللجنة التطويرية الحديثة لتحسين بيئة الملاعب، ولكن ما يحدث الآن من شبه عزوف جماعي وهجران لمدرجات الملاعب،يفرض على القائمين أهمية متابعتها الآن والنظر إلى ذلك بعين الاعتبار، والتحرك في الاتجاهات كافة لتوفير الحلول القريبة والمستقبلية، لدراسة مستوى الخدمات المقدمة في الملاعب وسبل تحسينها، بما يجعل تجربة الحضور للملعب مريحة وممتعة قدر الإمكان، مقارنة بأفضل التجارب في العالم إلى جانب تذليل الصعوبات التي تواجه الجماهير، والعمل على تهيئة بيئة جاذبة لزيادة الدخل العائد للأندية، من خلال تقديم أفضل الخدمات للجمهور الرياضي وبأسعار مناسبة لجذب الجماهير مرة أخرى نحو الملاعب، واستثمار هذا العامل المهم في تطوير وتحفيز الرياضة السعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى